إحدى التقنيات / المهارات التي تساعد على التفاؤل هي القدرة على استخدام التصور أي تكوين صور خيالية ذهنية لنا وقد أصبحنا متفائلين ، وكيف نعيش لحظات الإنجاز وما يصاحب ذلك من فرحة وسرور بإنجاز ذلك .
(إذا أردنا أن نستشعر حالة من السعادة ، فلنتصرف وكأننا أشخاص سعداء ، فالناس الذين يؤمنون بأن الأسباب التي ترجع إليها الأحداث السارة تعد دائمة ومستمرة ، يعدون أكثر تفاؤلاً من الذين يؤمنون بأن أسباب حدوث المواقف السارة تعد مؤقتة).
(والأشخاص الذين يدركون استمرار الأسباب التي توجد الأحداث السارة ، يحاولون أن يعملوا بجد أكثر وأكثر بعدما ينجحون ، أما أولئك الذين يرون وقتية الأسباب التي تواجههم ، ربما يقلعون عن العمل بعد نجاحهم ؛ لأنهم يعتقدون أن هذا النجاح ما هو إلا ضرب من الحظ).
(يُروى في التراث الصيني أن مزارعاً فقيراً في قرية كان يملك حصاناً ، وكان أهل القرية كذلك مزارعين فقراء ولكنهم لا يملكون أي حصان ، وفي ذات صباح تجمع أهل القرية عند المزارع الفقير وقالوا له : ما أسعدك ! ما أحسن حظك ! كلنا لا يملك حصاناً وأنت تملك حصاناً يساعدك في الزرع ويحملك إلى حيث تريد .
التفت المزارع إليهم باسماً وهو يقول : ربما .
وفي ذات صباح اختفى حصان الرجل الفقير ، فتجمع أهل القرية فقالوا للمزارع : يا مسكين ، يا تعيس الحظ ، هرب حصانك ، هرب الذي كان يساعدك ، ما أسوأ حظك .
فالتفت المزارع إليهم باسماً وهو يقول : ربما .
وفي فجر صباح الغد : رجع الحصان وبصحبته حصانٌ وحشيٌّ قد ألِفَ حصان المزارع .
فتجمع أهل القرية عند المزارع فقالوا : ما هذا الحظ العظيم !
يا لك من محظوظ ، قد صار عندك حصانان .
فالتفت الرجل إليهم باسماً ، وهو يقول : ربما .
وفي مغرب ذلك اليوم وعند انتهاء العمل ، أحب الابن الوحيد للمزارع أن يركب الحصان الوحشي ليروضه ، فامتطى ظهره ، وما هي إلا خطوات حتى هاج الحصان الوحشي وسقط الابن وكسرت يده ، فأتى أهل القرية للمزارع قائلين : يا لرداءة حظك ، يا لحظك العاثر ، ابنك الوحيد كسرت يده ، من سيساعدك في حراثة الأرض؟ من سيشاركك العمل بعده؟ يا لك من مسكين .
فالتفت إليهم باسماً وهو يقول : ربما .
وتمضي أيام قليلة .. وإذا بالجيش الصيني داهم القرية وأخذ كل شباب القرية ، لأنه يتأهب لخوض حرب قادمة لعدو قريب يتربص ، دخل أفراد الجيش بيوت الفقراء ، أخذوا كل الشباب لم يدعوا أحداً ، لكنهم عندما دخلوا إلى بيت المزارع الفقير وجدوا ابنه مكسور اليد ، قد لُفت يده بجبيرة ، فتركوه .
فتجمع أهل القرية عند المزارع وقالوا : لم يدَعوا شاباً من شبابنا إلا أخذوه ، ولم يتركوا أحداً إلا ابنك ، ما هذا الحظ العجيب؟! .
فالتفت الرجل إليهم باسماً كعادته وهو يقول : ربما).
كذلك الأشخاص الذين يرون أن أسباب فشلهم ستدوم في جميع مواقف حياتهم ، يستسلمون ويقلعون عن كل شيء إذا ما أصاب الفشل أحد أوجه أنشطة حياتهم ، أما هؤلاء الذين يفسرون أسباب فشلهم في موقف ما بأنها مؤقتة ، وأنها حدثت نتيجة ظروف معينة ، فربما يشعرون باليأس في هذا الموقف فقط .
والشخص المتفائل يحدث نفسه بطريقة بنّاءة ويمكن توضيح ذلك بالمثال التالي :
مثال : لو كان لدينا شخصان (أ) شخص متفائل و(ب) شخص متشائم وكانا يعملان مندوبين لخدمة العملاء في إحدى الشركات التي يرغبان أن يشارك العميل في برنامج الشركة الجديد ، فإذا رفض العميل هذا البرنامج فستكون ردة الفعل لهما هي :
موظف (أ) متفائل | موظف (ب) متشائم |
يتحدث لنفسه بطريقة بناءة مثل : "كان العميل مشغولاً في لحظة الاتصال به "، لم يناسب العميل البرنامج ، وينسى هذا العميل بعد أن يستفيد من أخطائه في إقناعه ليبحث عن عميل آخر، فلا يحزن من الباب الذي أغلق في وجهه ؛ لأنه قرر أن يطرق باباً آخر. | يقول لنفسه : " أنا فاشل " ، "لا أجيد فن الإقناع " ، ويتذكر الفشل دائماً. فهو لا يثق في مهاراته ، ويخشى الفشل في المرات السابقة بدل أن يركز على النجاح. |
من المثال السابق يتبين لنا الفرق بين المتفائلين والمتشائمين ، فالمتفائلون يتناسون الخسائر ، ويحاولون استثمار طاقاتهم في مكان آخر بدلاً من البحث عن أسباب للارتباط بنفس المكان و يركزون على الحل والفرص المتاحة ، بينما يركز المتشائمون على الشكوى والمعوقات.
وكذلك يرى المتفائلون أخطاءهم صغيرة وبسيطة ويمكن تعديلها ، كما أنهم يقوّمون إنجازاتهم تقويماً إيجابياً ويساعدهم على ذلك ثقتهم في أنفسهم فهم يتحلون بالمسؤولية الذاتية ، بينما يتجنب المتشائمون والفاشلون تحمل المسؤولية الكاملة فهم يطلبون من الآخرين مساعدتهم ، ولننتبه من أن نلقي اللوم على أنفسنا.
تمرين : افترض أنك قدمت أوراقك لإكمال الدراسات العليا ومواصلة دراستك العلمية في إحدى الجامعات ، وبعد المقابلة والاختبار لم يتم قبولك فكيف ستتعامل مع الموقف من وجهة نظر متفائلة ، وكيف ترى تعامل الشخص المتشائم مع هذا الموقف؟
المتفائل | المتشائم |
| |
| |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق