الاثنين، 5 مارس 2012

لنصحب المتفائلين..


     ولنقرأ سيرهم؛ لأن الإنسان يتأثر بمن حوله ، والناس الذين نقضي معهم الوقت سوف يغيرون حياتنا بشكل أو بآخر فإذا ارتبطنا بأناس متشائمين فسوف يجروننا معهم وعادة ما تختفي الإمكانيات والفرص ، وعلى الجانب الآخر نجد أن التفاؤل ينتشر بين الأفراد كالعدوى إذا ما تحدثنا مع شخص متفائل ، وإذا ارتبطنا بأشخاص يدعموننا في ما نحن عليه من تفاؤل فسوف يدعموننا،  وكل الناس يستطيعون تحقيق التفاؤل الذي حققه الآخرون ، إذا تبعوا استراتيجيات المتفائلين نفسها ، كما أن أي شخص قادر على فعل أي شيء فمن الممكن لأي إنسان أن يتعلمه ويفعله  إذا اقتبس منهم، فالله تعالى يقول :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}(سورة التوبة: 119) ، فمصاحبة الصادقين تورث الصدق ، والرسول صلى الله عليه و سلم يقول: (( المرء على دين خليلة فلينظر أحدكم من يخالل )) واجعل نفسك أيضاً قدوة للآخرين في تفاؤلك، وإياك وأحاديث اليائسين ومرافقة المحبطين  زُرَّاع الهزيمة.
     قال الإمام الشاطبي : ( التأسي بالأفعال – بالنسبة لمن يُعظم في الناس – سر مبثوث في طباع البشر ، لا يقدرون على الانفكاك عنه بوجه ولا بحال ، ولا سيما عند الاعتياد والتكرار ).
     يُذكر أن رجلاً كان نائماً في المستشفى على ظهره، وآخر إلى جواره يحدثه، ويقول له: إنه ينظر من خلال النافذة إلى الجو في الخارج. إنه جو عليل، والمطر يتساقط، والناس يتراكضون بفرح وسرور، ويوماً آخر ينظر إلى الحديقة وجمالها، ويوماً ثالثاً ينظر إلى صديقين التقيا بعد طول فراق؛ فضم بعضهما إلى بعض، وضحك أحدهما إلى الآخر، وانهمكا في حديث ودي جميل.
ولا يزال يصف له من المشاهد التي يراها عياناً؛ فيدخل السرور على هذا المريض، ويتفاعل معها كأجمل ما يكون التفاعل.
     وذهب هذا الرجل الذي يشاهد الأشياء خارج المستشفى إلى مكان آخر، ففقد الرجل الصوت، ولم يعد يسمع بأذنه تلك المشاهد الجميلة، وحينما سأل تبين له أن الذي كان يصف له رجل أعمى، وأن النافذة في غرفته، إنما تطل على منور ضيق، ليس فيه إلا نور ضعيف، ثم الجدار، لكن ذلك الرجل كان يقرأ بقلبه .

     أيهذا الشاكي وما بك داء
   كن جميلاً تَرَ الوجود جميلاً
     فإذاً نحن نتعلم كيفية التفاؤل من الأشخاص المتفائلين لا من المحبطين والمتشائمين كما أننا نتعلم النجاح من الأشخاص الناجحين ، ولا نأمل أن نحظى بهذا القدر من التعلم من هؤلاء الذين لم يحققوا نجاحاً فيما نود فعله .
     كما لا بد أن أنبه إلى ضرورة أن يكون الوالدان والمعلمون والوسط المحيط بالأبناء متفائلين كي لا يؤثر ذلك عليهم بالإحباط ، فحديث المعلم والأب أو الأم عن الفشل والمستحيل لن يزرع في نفوس أبنائنا إلا الإحباط ، فالأطفال يستمعون لنا بإنصات ، ولو كان ما يسمعه على الدوام مثل " أنت غبي " "أنت غير جيد" فإن ذلك يسلك طريقه ؛ ليصل لنظرية فهم الذات ، بعكس لو قيل له " أنت ذكي ولكن كان إخفاقك في الامتحان لأنك لم تركز أثناء الدراسة "  .

تمرين:
      الآن .. لنأخذ كراساً وقلماً ولنجب عن :
* لنسجل خمسة أسماء لأشخاص المتفائلين ، ولنذكر صفاتهم بالتفصيل؟
* ما  أفكارهم ومعتقداتهم ( نحو الحياة مثلاً ) ؟
* ما  سلوكياتهم ؟
* ما  طريقة حديثهم ؟
* كيف يفكرون ؟
* كيف يفسرون الأحداث والوقائع من حولهم ؟
* ما  رؤاهم ، وأهدافهم ، وكيف يصلون لها ؟
* لنختر واحداً منهم نقضي معه بعض الوقت هذا الأسبوع؟ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق